قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. logo القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة يجوز أن يعلم القبر بعلامات يعرف بها، فقد ثبت أنه صلى الله عليه و سلم لما دفن عثمان بن مظعون جعل عند قبره حجرا وقال: "أعرف به قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي". فيجوز أن يجعل علامة كحجر أو لبنة أو خشبة أو حديدة أو نحو ذلك، ليميز بها القبر عن غيره حتى يزوره ويعرفه.أما أن يكتب عليه فلا يجوز؛ لأنه قد نهي أن يكتب على القبور حتى ولو اسمه، وكذلك نهي أن يرفع رفعا زائدا عن غيره. إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه
shape
كيف تطلب العلم
34066 مشاهدة print word pdf
line-top
الخاتمة

أرجو أن تكون قد أبصرت الطريق، واستبانت لك معالمه، واتضحت أمامك ملامحه، وأن يكون هذا الكتاب دافعا لمزيد من الحرص على الطلب، والسعي إلى تحصيله بكل وسيلة وسبب.
مذكرا إخواني بضرورة العمل بالعلم، وأهمية الدعوة إلى دين الله وتبليغه للناس، فإن الطالب ما لم يكن كذلك، وما لم يعود نفسه عليه منذ سنوات الطلب الأولى فإنه سيتصف بالسلبية والإحجام، وسيكون معدوم الأثر أو قليله..
وانظر في سيرة أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- وكيف كان أحدهم يتعلم حديثا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم ينطلق إلى قومه داعيا ونذيرا فيسلم على يديه الجمع الكثير.
أسأل الله -عز وجل- أن يوفقنا وإياك للعلم النافع، والعمل الصالح، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.

عيسى بن سعد آل عوشن
الرياض 5\ 2\ 1420 هـ
تنويه:
نتقبل الملاحظات أو الأسئلة الإضافية حول الموضوع على صندوق بريد 3420- الرياض 11726؛ وذلك ليتم عرضها على فضيلة الشيخ-حفظه الله- ومن ثم طبعها في رسالة خاصة، أو إلحاقها بهذه الرسالة في طبعة قادمة.

line-bottom